شاهدوا فيلما خارج أسوار الإصلاحية: أطفال جانحون يتنفسون حرية وسينما
40 طفلا جانحا من 5 مراكز إصلاح بكامل تراب الجمهورية ربما لم يتخيل أحدهم يوما مغادرتها إلا ليطلق كطائر من جديد وسط مجتمع فارقه لارتكابه خطأ في يوم ما، إلا أن الحلم بالعودة للحياة الطبيعية وتنفس الحرية سبقه حلم اليقظة بأن وجدوا أنفسهم من المحظوظين ضمن قائمة اختارتها الهيئة العامة للسجون لتمكنهم من مغادرة أسوار مراكز الاصطلاح وحضور فعاليات أيام قرطاج السينمائية في دورتها 32 لكن ليس عبر تلفاز آو شاشة سينمائية صغيرة بين القضبان وجدران الإصلاحيات وإنما في قاعة سينما الطاهر شريعة بمدينة الثقافة بالعاصمة التي ربما لم تطأها أقدامهم قبلا أو لم تخامرهم حتى فكرة زيارتها .
شاهد الأطفال الجانحون من تونسيين ولاجئين أفارقة فيلم "كابتن الزعتري" للمخرج المصري احمد العربي وسط حرية مؤقتة تضاهي أكثر من فترة عرض الفيلم الذي مدته 74 دقيقة إذا احتسبنا فترة تنقلهم من مراكز الإصلاح وماشاهدوها من طبيعة وتنفسوه من هواء.
وعبرت طفلة من المودعات بمركز إصلاح الفتيات بالمغيرة في تصريح لموزاييك الأربعاء 3 نوفمبر 2021 عن إعجابها بأداء أبطال الفيلم لصورة اللاجئ الحالم وأكدت على أهمية مواصلة الهيئة العامة للسجون تمتعيهم بلقاء الممثلين وصناع السينما بصفة مباشرة معبرة عن حلمها في تعلم وخوض تجربة التمثيل والمشاركة في أفلام تعرض للجمهور الواسع من التونسيين والأجانب خارج اطر مركز الإصلاح في يوم ما.
من جانبه عبر احد المودعين عن تأثرهم بتمسك أبطال فيلم "كابتن الزعتري" بأحلامهم إلى غاية تحقيقها مؤكدا انه يتمنى النجاح في حياته بعد استكمال مدة محكوميته بتعلم مهنة آو صنعة ما والسفر للخارج بطريقة قانونية داعيا الهيئة العامة للإصلاح إلى تكثيف هذه العروض السينمائية على امتداد السنة لأنها تساهم في تعزيز انفتاحهم على العالم الخارجي واكتساب ثقافة جيدة بعيدا عن الأفكار آو التوجهات السيئة .
تغطية:هناء السلطاني
فيديو ومونتاج:هيثم الشريف